بقلم : عاطف محمد..
الوطن كلمة تحمل عبقا من اريج حضارة رائدة علمت العالم كل شئ، الوطن أشجار نورانية من العطاء والجود بكل شئ حتى الروح تنمو تلك الأشجار فى أرض التضحيات بلا مقابل ودون تردد.
تروى كل لحظة بعرق الأبطال ودماء الشهداء ، أما عن خبز الوطن فهو كعك الغربة والتى منها نتعلم قيمة الوطن ، الوطن هو ذلك الحليب النقى من ثدى الأرض الطاهرة ، الوطن مدرسة علمتنا التنفس فى هواه وافتداء كل ثراه ،هو اجمل قصائد الشعر فى ديوان الكون الرحب بل هو قبلة على جبين الأرض ، لقد علمنا الوطن أن نضحى حتى اخر نفس وبكل غال ورخيص ، نرسم بدمائنا حدود الوطن ونفرض هيمنته على كل مكان يخصه ، من الوطن نبتنا وعشنا واقدامنا مغروسة فى أرضه ، جذور لا تقتلعها أى رياح عاصفة ، وعيوننا انوار تستكشف مافى مصر وخارجها ، الوطن هو راحة القلوب وانتزاع قناع الخوف بلا رجعة لنظهر بوجه الشجاعة لنحقق مايصعب تحقيقه ، لا تهم الكرامة الشخصية الأهم كرامة الوطن، فعندما تتكاتف السواعد يبنى الوطن و عندما تجتمع القلوب تخف المحن والشدائد وتهون الأهوال …
وطني لو شُغِلْتُ بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فى خضم معركة السادس من أكتوبر حرب الكرامة واستعادة الأرض والكيان
وردت إشارة لاسلكية إلى سلاح الصاعقة المصرية، والذى كان يشارك فى الحرب فى كل القطاعات آنذاك
كانت الإشارة من القيادة المصرية مطلوب فورا منع 100دبابة اسرائيلية من التوغل والمرور للوصول إلى شاطئ الشرقى القناة ، وذلك أثناء استكمال المعابر التى يصنعها سلاح المهندسين على القناة لعبور المعدات الثقيلة للبر الشرقى من أجل الاشتباك والتعامل واستكمال مخطط المعركة ،
وعدم منع تلك الدبابات يحكم على عملية إنشاء المعابر بالفشل ويمنع استكمال خطة الحرب العبقرية.
مكان المهمة : بين رمانة وبالوظة
توقيت المهمة : السادس من أكتوبر من الساعة 3:30 ولمدة 5ساعات حتى ينتهى عمل سلاح المهندسين وتمر المعدات
كان الرد تمام يا افندم جارى تنفيذ المهمة
وبسرعة خارقة تم إعداد مجموعتين من أبطال الصاعقة البواسل حملتهم طائرات هليكوبتر إلى المكان المحدد والذى لا تتوفر فيه أى سواتر
فقد كان المكان منطقة شديدة الاستواء بلا كثبان رملية أو تباب تعمل كسواتر حامية .
كان كل بطل من المجموعتين أسد لا يشق له غبار يحمل الشدة الثقيلة، والتى بها زمزمية مياه وكمية طعام عبارة «فول سودانى »، ومقدار وزن كل منهم قنابل وأسلحة وخصوصا سلاح ال R.b.g المضاد للدبابات وبمجرد النزول بدأ الاشتباك فى ملحمة قتالية رائعة ظهر بها ذكاء وقدرة وشجاعة الجندى المصرى ، الذى لايخاف الأهوال ولا يخشى أى خطر ويتكيف مع أى ظروف ويحسن التعامل كأنها ظروف طبيعية ،و استمر التعامل ليس لمدة 5ساعات كما طلب منهم بل لمدة 48 ساعة متواصلة دون دعم أو مساندة فكل سلاح له مهامه التى ينفذها فى دقة متناهية تحطمت الدبابات الإسرائيلية تماما وتوقفت عن التقدم ، فقد نفذت المهمة على خير وجه
وتم إبلاغ القيادة بتمام الإنجاز ، ولما سئل قائد المجموعتين عن الخسائر فى الأرواح رد بكل شجاعة لم نخسر أرواحا أنهم شهداء و الشهيد عريس السماء يزف للجنة ..
عادت المجموعة ب 20 بطل فقط واستشهد 200 من خيرة رجال الصاعقة
هكذا هم خير اجناد الأرض والذين أشاد بهم رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وقال عنهم أنهم خير اجناد الأرض لانهم فى رباط إلى يوم القيامة ..
ومن لم تكن اوطانه مفخرا له
فليس له فى موطن المجد مفخر
ومن كان فى اوطانه حاميا لها
فذكراه فى الأنام مسك وعنبر
ومن يكن دون اوطانه حمى
فذاك جبان بل اخس وأحقر….