بقلم الشاعرة اللبنانية / سامية خليفة
متابعة / سامح الخطيب
طائرٌ أنا تكسَّرَ جناحاهُ
والبحرُ هديرُهُ يصمُّ
هاتِ التفاتةً
برِّدْ بِها القلبَ
لو كانتْ تُقتبسُ الأحلامُ
لجعلتُ السُّفنَ ورديَّةً
لاخترقتُ عبابَ البحرِ
بمجذافَيِ الأملِ
لأنشدتُ لكَ الشِّعرَ
منْ حنجرة عندليبٍ
لأسمعتُكَ أنباضيَ أنغاماً
للمسْتُك عن بعدٍ وجدًا
لمضيتَ
والحنينُ يشدُّكَ إليَّ مآلًا
لو كانتْ تُقتبسُ الاحلامُ
لتنسّمْتُكَ عِطراً
وتصفّحتُكَ كتاباً
ينامُ في حضْني سعيدًا
كما الطّفلُ الوليدُ
لو كانت تقتبس الأحلام
لشربْتُكَ خمرًا
فأمسيتَ الهذيانَ
انظرْ معي للسّفنِ الماخرةِ
كم تبعدُ في يمِّ المسافةِ!
أتراها تعودُ ثانيةً
أم تذوي كما ذراتُ رمادٍ
أتراها لا تُجدي نفعًا
كما التّجذيفُ بلا ماءٍ
أتراها يدي أشدُّ بِها
على يدٍ منْ سرابٍ؟
مياهُ البحرِ شربَتْها
وحوشُ القفارِ
وأنتَ هلْ شدَّتْكَ إليْها
عروسُ البحارِ
أم شدَّكَ
ملكُ النِّهايةِ إليه
لتنتهيَ معكَ الأحلامُ
لم يبقَ ها هنا
إلاّ الملحُ نثارًا
وذاكَ الصَّدى لأمواجٍ
لم أعثرْ أمامي
إلا على أصدافٍ
تسترُ جثّةَ ملاّحٍ
وأنواءٍ خافتةٍ
مخفيَّةٍ
مخيفةٍ
طرّزتْها أيادي الغدْرِ
نواحا لا يخبو
في حنجرةِ الرّياحِ