لم تترك لى سببا لأحبها

78183285 2414390712168925 7606747012360306688 n

بقلم الأديبة والكاتبة / سوسن محمود نورى
متابعة / سامح الخطيب

لم تترك لي سببا لأحبّها
تلك القطعة من القصب
يكفي أنّها ابنة الريف
سقتها بلادته و رتابته
يبثّ فيها راعٍ
لا يصبر على شقوق رجليه غير حذاء محلي
أو شبه حذاء
أنفاسه الحاقدة الساخطة
من كلّ ثقب تتسرّب لعنة
تتسلّل خيبة الى السماء
لطالما ارتبط صوتها و امتزج
بموت احد ابطال قصص جدّتي
بصرير اقفال أبواب الكنائس أثناء الحرب
بهديل الحمام على سقف القصدير
بجمهور تحلّق حول طفل بساحة بؤس
بريح تخترق زجاج نافذتي
بكم التشاؤم و الحزن المتدفّق
من روح تشايكوفسكي في السمفونية السادسة
كانت سببا لألّا تفتنني فيروز
و أنا أحتسي قهوتي الصباحية
أفكّر
هل يكون الفن غير حقيقة المشاعر ؟
هل ثمة جمال في المأساة ؟
هل يؤرخ الناي اللّحظة و يخلّدها؟
هل الناي حقّا فلسفة الأسى ؟